أهالي حضرموت يتظاهرون في المكلا بذكرى الحرب على الجنوب

الأربعاء / 27 أبريل نيسان 2011

أكد آلاف المتظاهرين في مسيرة سلمية جابت شوارعاً بمدينة المكلا كبرى مدن حضرموت وثاني كبرى مدن الجنوب على مطلب "الاستقلال والتحرير" ورفعوا لافتات قماشية خضراء كتب عليها "الجنوب العربي".

وجاءت تظاهرة اليوم ضمن فعاليات الجنوبيين اليوم الأربعاء في ذكرى إعلان الحرب على الجنوب صيف العام 1994 من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

كما تأتي في ذكرى سقوط الشهيدين بارجاش وبن همام في العام 1998.

ويقول الجنوبيون أن يوم السابع والعشرين من أبريل نيسان هو ذكرى إعلان الحرب على الجنوب في العام 1994م في خطاب ألقاه الرئيس اليمني "علي عبدالله صالح" بميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء وتحدث فيه عن الحروب السبئية القديمة بقيادة الملك "كرب إيل وتر" حيث اجتاح السبئيون من خلالها أراضي مجاورة بينها دول وممالك جنوب الجزيرة العربية في الرقعة الجغرافية التي قامت عليها دولة الجنوب التي دخلت في وحدة غير متكافئة مع الجمهورية العربية اليمنية العام 1990م.

وانطلقت التظاهرة التي رفعت فيها أعلام دولة الجنوب السابقة من ساحة بلقيس في الشرج مروراً بإدارة أمن مديرية المكلا ثم اتجهت صوب الشارع الموازي لمستشفى باشراحيل للأمومة والطفولة مروراً بعدد من الأحياء بينها حي السلام.

وشارك في التظاهرة ونظمها مجلس الحراك السلمي برئاسة عبدالعزيز باحشوان, والمجلس الوطني, والحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب, واتحاد نساء حضرموت, وشارك فيها آلاف المتظاهرين من داخل وخارج المكلا من عدد من المديريات المختلفة بمحافظة حضرموت.

ورفعت صوراً ضخمة للزعيم الجنوبي الأبرز في الحركة الشعبية المطالبة بالاستقلال في الجنوب "حسن باعوم" الذي طالب المتظاهرون بسرعة إطلاق سراحه.

وألقي رئيس القيادة الميدانية بمحافظة حضرموت "علي بن شحنة" افتتاحية المهرجان حيى فيها صمود أبناء محافظة حضرموت خاصة والجنوب عامة في وجه ما أسماها "المؤامرات ضد الجنوب وقضيته".

وحث بن شحنة أبناء حضرموت والجنوب عامة على "التصعيد في نضالهم حتى إطلاق سراح باعوم ونجله فواز وكافة المعتقلين في سجون الاحتلال" حسب وصفه.

واستعرض بن شحنة دور "باعوم" النضالي منذ اجتياح الشمال للجنوب في 94 وحتى اليوم.

وألقى "عبدالله راجح اليهري" النائب الأول لرئيس مجلس الحراك السلمي بالمحافظة قال فيها "نحن لسنا دعاة فتنة ولكن البعض يجرنا للبلبلة والفرقة في الشارع" ورفع اليهري نسخة من المصحف الشريف وأقسم أنه لم يستلم ريالاً ولا دولاراً من أي جهة وطلب من الجميع الابتعاد والترفع عن الصغائر.

وألقيت كلمة لاتحاد نساء حضرموت ألقتها "أحلام الحضرمي" رئيسة الاتحاد اتهمت فيها من أسمته "المحتل" بطمس الهوية الجنوبية و "نهب ثرواتنا من نفط وغاز وذهب وثروة سمكيه وزراعية وغيرها من الثروات الجنوبية بل تعمد تهميش آبائنا.. واعتمد سياسة الرشوة في جميع نواحي الحياة ليصبح الفساد في كل شيء حتى في الأخلاق وانعدمت الوطنية وأصبح الفرد منا لا يسعى إلا إلى مصلحته لكن هناك من الشرفاء من لم ينسى أن وطنه محتل لهذا تجدهم في كل تظاهرة تنادي بتحرير الجنوب".

وأضافت "لأننا فقدنا في هذه الوحدة المشؤومة كل مصالحنا وأول ما فقدناه الوطن فلا كرامة لنا إلا بتحريره والدفاع عنه بكل الوسائل سلماً أو حرباً لهذا أريدكم إخواني أن تعلوا أصواتكم للمناداة بالتحرير والاستقلال قولاً وفعلاً عهداً منا لشهدائنا ووفاءً لهم فمستقبلكم بتحرير الوطن وعدا ذلك عبودية أبدية".

وعقبها ألقى رئيس المجلس الوطني كلمة حيا فيها أبناء حضرموت والجنوب وقال أن "يوم 27 أبريل هو يوم انتهاء الوحدة المغدورة وأن الجنوب الآن تحت احتلال ولم يعد هناك وجود للوحدة".

وختم المهرجان بقصائد شعرية بينها قصيدة ألقاها الشاعر "صالح وبران" نالت استحسان الحاضرين.

وصدر بيان ختامي عن المهرجان فيما يلي نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن:
المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستقلاله واستعادة دولته + مجلس الحراك السلمي بقيادة عبدالعزيز باحشوان (تيار باعوم)+الحركة الشبابية والطلابية
يا جماهير شعبنا ويا شباب ثورتنا:
إن هذا اليوم الذي صادف يوم لاسابع والعشرين من شهر أبريل عام 1994م يذكرنا بيوم أسود في تاريخ وحدتنا يوم انطلاقة إعلان الحرب من شارع السبعين من صنعاء ، وهي الذكرى ( 17 ) ليوم إعلانها على شعب الجنوب الحر المسالم المتميز بعراقة الآداب والثقافة والحضارة ، وبروح العلم والكرامة والشهامة .. إن إعلان الحرب على شعب الجنوب مثلت نقطة النكث بالعهود بنقض بنود اتفاقية إعلان الوحدة في الشراكة بين دولتين ( ج.ي.د.ش) و ( ج.ع.ي) وانتزاع اخضرار وثيقة العد والاتفاق من مهدها ، وامتزجت بفتاوى تضليلية ضد شعبنا بالتكفير وتحليل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، أباحوا ما حرمه الله ، زرعوا الفتنة بين الأشقاء تحت مظلة الدفاع عن الوحدة بمسميات لا علاقة لها بواقع الحياة وارتباطاتها ظلت ملازمة في بتر مفاصل الحياة الحرة الكريمة لشعبنا حتى قضت على نظم الحياة وقوانينها ، بل وتجاوزت القرارات الدولية ، واعتبروا ذلك نصراً مؤزراً في حياتهم ، نهبت خيرات شعبنا وثرواته، وطمس تاريخ شعبنا وهويته ، امتهنت كرامة الإنسان وقيمه ، تم الاستيلاء على الأرض وسلب ماله ، وزورت المعالم ونهبت الآثار ، غيرت المناهج التعليمية وانتكست معالم التربية...
يا شعبنا العظيم .. ويا جيلنا الصامد ..
إن مجلس الحراك السلمي والمجلس الوطني الأعلى م/حضرموت قد حددت معالم أهدافها في التحرير والاستقلال ولا تقبل عن الهدف بديلاً فهي إرادة شعبنا في الجنوب ومطلبه ، وشعار إسقاط النظام مطلب شعبي لأشقائنا في ( ج.ع.ي ) وهو تعبير أيضاً عن معاناته ، لقد أعلنت السلطة أثناء حربها على الجنوب استعدادها في تقديم مليون شهيد من أجل الوحدة وهذا دليل على الإفلاس والجهل والحاجة إلى التوعية ودورة فكرية وسياسية تجعلهم يتجاوزون مرحلة الجهل وبالتالي يبدو الأمر واضحاً بأن الشعار الذي يتردد بإسقاط النظام يعني في الأخير الدفاع عن الاحتلال وليس الوحدة ، ولو كانت السلطة ووجهها الآخر يدركون جيداً ويستوعبون النظام المضمون الحقيقي لمفهوم الوحدة لما أصبحت هذه الوحدة ضحية لجهلهم بها .. وبالمقابل فإن شعبنا في الجنوب يقدر عالياً مطلب أشقائه في ( ج.ع.ي ) بإسقاط النظام كحق مشروع لهم ، كما عليهم أن يؤازروا شعبنا في الجنوب في تحقيق مطلبه وتأسيس بنيانه من خلال الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية وحدة سياسية بين دولتين أسقطها النظام وحولها إلى احتلال استيطاني ، وحسن النوايا في الاستعداد الأمثل للحوار مع شعب الجنوب بعد إسقاط النظام تحت إشراف دولي ، إنه من الأرجح التسليم بحل قضية الجنوب قبل غيره لأنها تعتبر قضية موضوعية ستظل قائمة بقوة الواقع .. فبدون حلها فلن تحل أي مشكلة في البلد بل سيظل كل طرف يوظفها لصالحه..
المجد والخلود لشهدائنا .. الشفاء العاجل لجرحانا .. الحرية لأسرانا .. وإنها لثورة حتى النصر.