الرئيس العطاس لقناة " الحرة " : الجنوبيون لن يقبلوا بأقل من الفيدرالية بين إقليمين

أكد المهندس حيدر أبوبكر العطاس - رئيس أول حكومة وحدة يمنية على رفض الجنوبيين لأي حل للقضية الجنوبية لايقل عن الفيدرالية المركبة بين إقليمين، مشددا على ضرورة تبني نظام ما بعد صالح، للفيدرالية باعتبارها الخيار الأمثل للحفاظ على وحدة اليمن وضمان استمراية الوحدة في إطار حكم فيدرالي مستقل كامل الصلاحيات يمنح لكل محافظة وأقليم.
وشدد العطاس في مقابلة مع قناة الحرة الامريكية بثته أمس الجمعة ، على أن أبناء الجنوب ومن خلال معرفته بواقعهم- لن يقبلوا باقل من الفيدرالية في حل قضيتهم،منوها إلى أن هناك من يدفع بالشباب في الجنوب الى المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية التي كانت دولة مستقلة وقائمة ولم تكن هناك أي وحدة بين الجنوب والشمال طوال المائة والخمسون عاما الماضية على الأقل، إذا ماكانت قد وجدت فيما قبل ذلك".
وأشار العطاس الذي كان يتحدث ضمن برنامج حديث الخليج في قناة الحرة الفضائية ، إلى أن هناك طرف قوي في الجنوب لايقبل بأقل من استعادة الدولة، لكنه رأى أن الفيدرالية ستكون الخيار الأمثل لاستمرارية الوحدة.
وقال:" قدمنا عدة مشاريع لحل القضية الجنوبية، وأعلنا من خلالها رفضا للتمركز المقدس في صنعاء، وطالبنا بنظام برلماني وحكومة اتحادية وحكومات اقاليم تحفظ البلد لأن يكون واحد وتضمن وجود شراكة للجميع في تلك الدولة الفيدرالية، وعلى أن يتم توزيع السلطات من المحافظات الى الاقاليم الى الدولة الاتحادية".
وأضاف: وطالبنا بوجود حراك في الشمال يوازي الحراك في الجنوب والمشترك، لكن دون جدوى، معتبرا أن اعترف أحزاب المعارضة اليمنية على ان القضية الحنوبية محور الأزمة اليمنية، مؤشرا جيدا على إمكانية التوصل لحل مرض لأبناء الجنوب، قبل أن يعود ليؤكد مجددا على أن الفيدرالية في إطار إقليمين مستقليين، هو أقل مايمكنهم القبول به اليوم".
وحول إمكانية العودة إلى وثيقة العهد والإتفاق في حل القضية الجنوبية، ومدى إمكانية تطبيقها أو القبول بها اليوم، قال العطاس الذي وصفه محاوره في قناة الحرة بـ"الرئيس اليمن الجنوبي سابقا" :"أن وثيقة العهد تجاوزها الزمن منذ فترة مبكرة ، تعود إلى ماقبل الحرب التي قال أن صالح شنها على الجنوب لتجاوز تلك الوثيقة التي أكد أنها تضمنت :"إصلاح مسار الوحدة، وبناء الدولة الديمقراطية"، مؤكدا أن صالح وقع عليها بضغط دولي وعاد بعدها لنقضها وتجاوزها بإعلانه الحرب ضد الجنوب".
وشدد على اهمية الاتفاق في الفترة القادمة لما بعد سقوط النظام على صيغة الحكم للفترة القادمة، مقترحا أن يكون على اساس صيغة حكم فيدرالي ومعالجة الصراعات المختلفة من خلال انشاء مجلس مشترك من الشمال والجنوب مناصفة، يمهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتسيير الامور في الفترة الانتقالية ، وبحيث يتم فيها الإعداد لدستور جديد وقانون جديد للانتخابات في البلاد.

وحول انضمام اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع إلى الثورة، قال أن ذلك يعتبر دعما جيد منه وبدوره للثورة الشعبية، مطالبا كل القوى والقيادات الأمنية والعسكرية في مختلف الاجهزة الأمنية الأخرى بالانظمام إلى الثورة، كون صالح رجل قد :"انتهى اليوم شمالا وجنوبا وداخليا وخارجيا"، مشيرا إلى انه يحترم بالمقابل من لايزال يقف معه اليوم، غير أنه قال أن عليهم أن لايبالغوا في معرفتهم لحقيقته وأنه استنزف المال العام بمبالغ هائلة في شراء الناس و الذمم، وممارسة سياسية "قهر الرجال" بشراء مواقفم استغلالا لحاجتهم".
واوضح العطاس أن هناك من وصفهم بـ"المقاولين" من انصار صالح لشراء المؤيدين، واصفا صالح بـ" الكذاب الدولي" وقال أنه :"أساء للجميع وأساء كثيرا للاشقاء الذين قدموا له دعما كبيرا ماكان ليتصوره ولكنه قرأ هذا الدعم الخليجي والدولي لليمن وكأنه دعما شخصيا له وليس للشعب اليمني". وأضاف:" ولذلك صدم حينما قالوا له إلى هنا وكفى، الشعب لايريدك".حسب تعبيره.
وحول التشكيلة الحكومية التي يجب أن تكون في مرحلة مابعد صالح، وموقعهم منها، قال العطاس أن:" هناك طاقات وقيادات شبابية هائلة ابرزتها اليوم ساحات التغيير، ونحن نأمل أن يؤخذ الجميع دورهم"، غير أنه قال :"ولكن لابد من تطعيمها بخبرات قديمة يتم بهم الانتقال تدريجيا للسلطة ".
وحول طموحه الشخصي وإمكانية عودته إلى اليمن بعد سقوط نظام صالح،جدد العطاس تأكيده على أنه شخصيا لايحلم بتبوء أي منصب، لكنه أكد على أن خروج صالح من البلاد سيجعله بالتأكيد يعود والجميع من الخارج إلى أرض الوطن "لأن لا أحد منا يريد ان يبقى بعيدا عن وطنه لاكن وجود صالح في السلطة يشكل خطرا على الجميع".وفق قوله